حادث لم يكن يستحق أن يحدث

طبقاً لما أفاده طالب من طلاب.......... (اسم المدرسة) أن طلبة السنة الأولى من الدراسات العليا في قسم الأدب العربي حضروا في أول يوم من شهر أغسطس عام 2017 م في القاعة.......... (قاعة المحاضرات) ليقرؤا على سعادة الدكتور.......... (اسم المدير) "كتاب دلائل الإعجاز"، فبينما هم في انتظار فضيلته إذ دخلها مطرقاً رأسه، ولكنه لم يخط خطوتين أو ثلاث خطوات إلى الداخل حتى رجع أدراجه، وترك الطلبة مندهشين.

ولم تمض على هذا الحادث عدة دقائق حتى دخل خادمه الخاص.......... (اسم الخادم) الذي له نفوذ وصوت مسموع لديه، القاعةَ، ونادى بأعلى صوته قائلاً: "لماذا رجع المدير دون أن يدرسكم؟" ثم أمر أمين صفهم بالحضور في المكتب الرئيسي لـ.......... (اسم المدرسة) بالسجل، فذهب هو ونائبه بالسجل إلى المكتب حيث استمر بينهما وبين المدير الحوار حتى آن أوان انتهاء الحصة الدراسية، فرجعا إلى الطلبة، وأخبراهم بأن المدير اختار أربعين طالباً من بين نحو سبعين طالباً، وأمرهم بالمثول بين يديه فوراً.

وقد أفادت بعض المصادر المطلعة بأن اختيار أربعين طالباً قد تم بناءً على أنهم طلاب جدد في.......... (اسم المدرسة) أو بسبب أنهم يجلسون في الصفوف الأمامية في الفصل الدراسي. 

ومما يجدر بالذكر أن المدير قال للطلبة الذين اختارهم للقراءة عليه: "من كان منكم يريد أن يجعل اسمه في عداد غير الدارسين فليفعل."

وأما سبب رجوع المدير من القاعة بدون إلقاء الدرس على الطلبة فقد قيل في هذا الصدد – كما أفادت بعض المصادر المطلعة – إن المدير قد أخبر أمين الصف ونائبه بأنه لما دخل القاعة، تنحنح طالب من الطلبة تنحنحاً مصحوباً بالسخرية والاستهزاء، فساءه ذلك، فعاد.

وكانت من أسباب عودته الضجةُ أيضاً التي يثيرها الطلبة فيما بينهم في الفصول الدراسية لدى غياب المدرسين. 

هذا، وفي جانب آخر قال الطلبة: "إنهم لم يمارسوا – عن قصد – أي عمل من أعمال السخرية والاستهزاء مما يسوء المدير، ويكدر خاطره."

ومن الحقائق الناصعة التي لا تتطلب إقامة حجة على صدقها أن الدارسين الباذلين جهودهم في سبيل تحصيل العلم والمعرفة يرغبون، ويذوبون شوقاً إلى القراءة على كبار العلماء، والاقتباس من فوائدهم، والتقاط بعض فرائدهم، ولكن مثل هذا الحادث المؤلم يمكن أن يتولى إماتة شوقهم ورغبتهم هذه.

تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

سنة كاملة على وفاة أخي