وداعاً، أيها الأستاذ الكريم!


حينما كنت في السنة الأولى من البكالوريوس كانوا يقولون لي: "إنك ستجد في السنة الثانية فضيلة الدكتور أيوب الندوي حفظه الله ورعاه، وتستفيد منه كثيراً بالتأكيد; لأن دروسه التي يلقيها على الطلاب، تكون نافعة ومفيدة جداً بحقهم." ففي ذلك الحين نشأت في نفسي رغبة في القراءة عليك والاستفادة منك، وبدأت أنتظر السنة الثانية، ولما أرسلت إلينا بعض الإرشادات المتعلقة بالحضور في الفصل الدراسي الافتراضي في بدء الفصل الدراسي الثالث ظننت بعد قراءة الإرشاد السادس (من المؤسف قوله أننا سوف نستخدم حق Remove إذا تسبب أي طالب مشكلة في الفصل.) أنك ستكون من الأشداء علينا; لأنك من كبار الأساتذة في الجامعة الملية الإسلامية، ولكنني كنت مخطئاً في ظني، فإنني وجدتك على عكس ما ظننته تماماً، وجدتك طوال هذا العام الدراسي متواضعاً جداً على الرغم من ما تمتلكه من معلومات كثيرة عن اللغتين العربية والإنجليزية وما إلى ذلك من العلوم والمعارف، وذلك شيء عظيم في نظري، والشيء الأهم الذي لا بد لي من أن أذكره لك هنا، هو أنك منحتنا - ولا شك - الشيء الكثير من المعلومات الهامة عن الترجمة، ولكنك - بالرغم من ذلك - لم تحاول حتى مرة واحدة أن تثبت لنا بكلماتك أنك مخلص لنا جداً وتوفر لنا التسهيلات الكثيرة كما يفعل البعض، بل حاولت دائماً أن تعطينا ما عندك من معلومات واسعة عن الترجمة، وذلك ما أعجبني كثيراً، وسأحاول العمل والالتزام به - إن شاء الله تعالى - إن سنحت لي فرصة للتدريس في المستقبل. 


وأما دروسك التي ألقيتها لنا طوال هذا العام الدراسي فلا أكون حانثاً إن أقسمت بالله تعالى وقلت: إنه ما من درس من دروسك إلا أني تعلمت فيه شيئاً جديداً في كل جملة تقريباً ترجمتها لنا، ولا أكون مبالغاً إن ادعيت أن ما حصّلته في "الجامعة" حصّلت القسط الأوفر منه بفضلك أنت، وإنك لي المعلم الوحيد - كما أتذكر - الذي طرحت عليه الأسئلة في الفصول الدراسية، فإنني لم أكن أسأل سؤالاً بصفة عامة في الفصول الدراسية فيما مضى من أيام دراستي، ولكنني حينما رأيت براعتك وإتقانك اللغتين العربية والإنجليزية قلت في نفسي: "إن هذه فرصة ذهبية أتاحها الله لك، فلا تدع هذه الفرصة تفلت من يديك دون جدوى وبلا فائدة، وإنك إن فعلت ذلك فستبقى جاهلاً أبد الدهر." فبدأت إلقاء الأسئلة عليك، وسألتك كل ما بدا لي من الأسئلة عن الترجمة، وإنني متأكد تمام التأكد من أننا لو استمرينا في القراءة عليك لاستفدنا منك أكثر، ولكن آن أوان الفراق، ولم يتبقَّ لنا إلا أن نكون راضين بما كتبه الله لنا من ألم الفراق، بيد أني سأشتاق إلى دروسك كثيراً في أيام دراستي المقبلة، وذلك لأن ما تعلمته على يديك لا يقدر بثمن، ولا يدرك أهميته إلا من أجهد نفسه في سبيل تعلم هاتين اللغتين. 
وفي الأخير أقدم إلى حضورك - أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع زملائي في الدرس - جزيل الشكر والتقدير والاحترام على أنك عاملتنا كأننا أبناؤك الحقيقيون، وزودتنا بمعلومات قيمة ثمينة عن الترجمة، ملتمساً منك التماساً كريماً أن تصفح عن جميع أخطائنا وزلاتنا التي صدرت عنا عمداً أو خطأً أثناء هذه المدة.
والسلام علیکم ورحمة الله وبركاته.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حیاتِ متنبی اور اُس کی شاعری

مساهمة توفيق الحكيم في تطوير المسرحية

أبيات بشار بن برد في الشورى والجد والمعاشرة