ماذا أريد أن أصبح في مستقبل أيامي


اسمي محمد فيضان، وأنا أنتمي إلى بلدة "غوركفور" بولاية "أترابراديش" (الهند). انتقل أبي إلى جوار ربه وأنا لم أتجاوز الرابعة من عمري، فمنذ ذلك الحين صارت لي أمي هي الأب والأم، فأحضرت لي في المنزل معلماً خصوصياً بدأت تعليمي الابتدائي على يديه، ثم شرعت في حفظ القرآن الكريم، فألحقتني بمدرسة في البلدة اسمها "دار العلوم" حيث أتممت حفظ القرآن الكريم صغيراً، ثم انتقلت إلى مدرسة في مدينة "غونده" تعرف باسم "الفرقانية"، وقمت بإعادة حفظ القرآن الكريم فيها. 


ثم انتظمت في معهد دار العلوم ندوة العلماء بلكناؤ (الهند) لتلقي دروسي الثانوية، فأمضيت فيه خمس سنوات كاملة أصبحت خلالها من المغرمين والمولعين باللغة العربية حتى خالط حبها وغرامها لحمي ودمي، وصرت أحلم بأن يكون لي قدرة كاملة على العربية، وبعد إكمال دراستي الثانوية التحقت بدار العلوم ندوة العلماء، ونلت فيها شهادة العالمية، وطمحت إلى الفوز بشهادة الدكتوراه في العربية، فمن أجل تحقيق ما أريده في المستقبل دخلت في جامعة لكناؤ، وحصلت على شهادتي "عالم أدب" و "فاضل أدب".


ثم سافرت إلى مدينة دلهي وانخرطت في سلك التعليم في الجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي (الهند) لمواصلة دراساتي العليا، فشعرت هنا بحاجة شديدة إلى الإنجليزية بجانب اللغة العربية، وأما الآن فقد أصبحت لي هاتان اللغتان ضرورة وشوقاً معاً، وإن قلت لم يكن من المغالاة في شيء إن قلبي لا يميل إلى قراءة أي شيء آخر سوى هاتين اللغتين، ولذا فقد عكفت بكل جدية ورزانة وتركيز واعتناء على كسب النبوغ والبراعة في هاتين اللغتين إلى انتهاء بقية مدة البكالوريوس التي تمتد من الآن إلى حوالي سبعة وعشرين شهراً.


وأما موضوع اختیار المهنة المستقبلية بالنسبة لي فهذا الأمر أيضاً واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، فإنني أبذل كل ما بوسعي لأكون مؤهلاً لنيل وظيفة الترجمة العربية والإنجليزية في أي مكان من الأمكنة بعد الحصول على شهادة البكالوريوس، ولكنني على الرغم من ذلك سوف لا أتخلى عن دراستي، بل سأحاول كل المحاولة - إن شاء الله - لأن يقترن اسمي بلقب الدكتور، ثم إذا قدر لي فسيتم تعييني أستاذاً لمادة اللغة العربية في إحدى جامعات الهند وإلا فسأعمل كمترجم في أي مكان يناسبني.


ولا أهدف بذلك كله إلى أن أشتري منزلاً يضرب به المثل، أو سيارة يُتطلع إليها، أو إلى أن يعاملني غيري من البشر بأنني أعلى منه في المستوى، بل أنوي أن أصبح ذا فائدة للبشرية جمعاء بكل ما أمتلكه من العلم والمعرفة ومن المال والثروة.
ولكن كما يقال: أنا أريد، وأنت تريد، والله يفعل ما يريد، فأنتظر حكم الله وأن يقول لأحلامي: "كوني"، فهو على كل شيء قدير.

ماذا أريد أن أكون في المستقبل


رسالة من جد إلى حفيده

تلخيص قصة رائعة معجبة

حياة أبي تمام وآثاره

تعليقات

  1. ماشاءالله
    نحن فى الإنتظار لمدونة أخرى باللغة الإنجليزية أيصا

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لك، يا أخ!
      سأحاول قدر المستطاع أن أقدم لكم دائماً مثل هذه المدونة إن شاء الله.

      حذف

إرسال تعليق

Please do not enter any spam links in the comment box.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حیاتِ متنبی اور اُس کی شاعری

مساهمة توفيق الحكيم في تطوير المسرحية

أبيات بشار بن برد في الشورى والجد والمعاشرة