نجيب محفوظ وخدماته الأدبية
نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا هو أديب مصري متميز، وروائي ذائع الصيت، ورائد الرواية العربية من غير منازع، وهو أول عربي نال جائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٨م.
مولده:
ولد نجيب محفوظ في ١١ من ديسمبر (كانون الأول) سنة ١٩١١م في بيت القاضي بحيّ الجمالية، وهو أحد أحياء منطقة الحسين في مدينة القاهرة بمصر، وكانت ولادته متعسرة، فاستدعى أحد أكبر أطباء التوليد في ذلك الوقت وهو نجيب محفوظ باشا، فقرر والداه عبد العزيز السبيلجي وفاطمة مصطفى أن يطلقا عليه اسم الطبيب القبطي الكبير عرفاناً بالجميل.
نشأته وأسرته:
ونشأ في أسرة متوسطة الحال كأصغر أبنائها، وفي بيئة شعبية يسيطر عليها جو ديني صارم وتقاليد اجتماعية صارمة، وكان والده "عبد العزيز إبراهيم" موظفاً صغيراً، ثم تحول إلى تاجر، وكان مثقفاً ثقافة كلاسيكية متوسطة، ولم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن الكريم غير "حديث عيسى بن هشام"; لأن كاتبه "المويلحي" كان صديقاً له، وكان ينتمي سياسياً إلى حزب الوفد أيضاً، وهو حزب ليبرالي شعبي يمثل اتجاه الأغلبية في مصر من سنة ١٩٢٣م إلى ١٩٥٢م، وقد أثر انتماؤه لهذا الحزب على نجيب محفوظ وأبطال بعض رواياته; لأنه كان متعاطفاً مع الجناح اليساري في حزب الوفد.
وكانت أمه "فاطمة مصطفى قشيشة" ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة" وهو من علماء الأزهر، سيدة متدينة متحررة إلى حد ما، وتصحبه معها دائماً في زيارتها إلى الأهل والجيران، وإلى المتاحف التاريخية وبعض الأماكن العتيقة كذلك، وهكذا رأى نجيب محفوظ كثيراً من مناطق القاهرة، وله من الإخوة والأخوات ستة توفاهم الله جميعاً، وكان شديد التعلق بالسينما في مرحلة مبكرة جداً من طفولته، كما كان لاعباً ممتازاً لكرة القدم في شبابه.
وانتقلت عائلته من حي الجمالية إلى حي العباسية الحديث عندما كان في السادسة من عمره، وكان لهذا الانتقال تأثير كبير على حياته حيث انضم إلى مجموعة من الصبية قال عنهم: "كان أصدقاء العباسية مجموعة متناقضة فيها كل النوعيات البشرية من أسماها إلى أدناها، فيهم ناس تقلدوا أكبر المناصب المهنية، أطباء ومهندسين ومحاسبين، ومنهم بلطجية وبرمجية، ومنهم فتوات، والعلاقة بيننا كانت حميدة." ولم يغادر نجيب محفوظ حي العباسية إلا بعد زواجه في الخمسينيات، والنشأة في أحياء شعبية قديمة مثل "العباسية" و "الجمالية" تركت بصمات فكرية حادة في نفسه انعكس صداها في كل ما كتب، ولذلك نجد معظم رواياته تدور في أماكن بعينها، هي منطقة الجمالية في حي الأزهر ومنطقة العباسية الشرقية.
تعليمه:
والتحق بكتاب الشيخ بحيري سنة ١٩١٥م وعمره أربع سنوات، ثم تلقى دروسه الأولى في مدرسة الحسينية الابتدائية، وانتقل في المرحلة الثانوية إلى مدرسة فؤاد الأول، وهي جامعة القاهرة، لدراسة الفلسفة، وفي سنة ١٩٣٣م التحق بمعهد الموسيقي العربية، ثم حصل على شهادة البكالوريا سنة ١٩٣٤م في الترتيب الثاني في قسم الفلسفة بالجامعة المصرية.
زواجه:
تزوج نجيب محفوظ السيدة عطية الله إبراهيم متأخراً عام ١٩٥٤م في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة ١٩٥٢م عندما بلغ الثالثة والأربعين من عمره، فأنجبت له بنتين هما أم كلثوم وفاطمة، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات، متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها، وفي تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة، ولم يعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنوات من حدوثه، عندما تشاجرت إحدى ابنتيه "أم كلثوم" مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.
قراءاته وتكوينه الذهني:
قد بدأت قراءاته بمطالعته للروايات البوليسية مثل "سنكلير" و "جونسون" و "ميلتون توب" وغيرها من الروايات، وقرأ للمنفلوطي ومترجمات الأهرام، وهي روايات تاريخية في الأغلب، لـ "بول كين" و "تشارلزجارفيس"، ثم قرأ طه حسين، وعباس محمود عقاد، وسلامة موسى، والمازني، وهيكل، وتوفيق الحكيم، وقرأ أيضاً "البيان والتبيين" للجاحظ، و "الآمالي" لأبي علي القالي، و "العقد الفريد" لابن عبد ربه، واتجه بعد ذلك لقراءة الشعر، وبخاصة أشعار أبي العلاء المعري، والمتنبي، وابن الرومي، ودرس اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقرأ كثيراً من الأدباء العرب والأجانب، الأدباء الروس، والفرنسيين، والإنجليز، والألمانيين، والأمريكيين، ودرس الفلسفة والفنون المتصلة بالأدب، وقرأ كتب تاريخ الفن العالي قديماً وحديثاً، وهو يقول بنفسه عن تكوينه الذهني:
"من العرب تعلمت من القراءة لطه حسين، والعقاد، وسلامة موسى، والحكيم، والمازني، ومن الأجانب تولستوي، دوستويفسكي، وتشيكوف، وجيمس جولس، وشكسبير، وبرنادشو، تعلمت من طه حسين ثورته الفكرية، ومن العقاد الإيمان بقيم معينة، ومن سلامة موسى الإيمان بالعلم والاشتراكية والتسامح الديني."
بداية كتاباته:
في سنة ١٩٢٥-١٩٢٦م بدأ كتاباته بتأليف الشعر، وكتب في بادئ الأمر شعراً موزوناً وإن كانت بعض الأبيات فيه مكسورة، وحينها وجد أن الأبيات المكسورة كثيرة أطلق الشعر وحرره من الوزن، ثم اتجه إلى كتابة القصة القصيرة سنة ١٩٢٩م، وهو طالب في مدرسة الفؤاد الأول الثانوية، وفي عام ١٩٣٠م اتجه إلى كتابة المقال قبل تخرجه في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة بأربع سنوات، ونشر أولى مقالاته" احتضار معتقدات وتولد معتقدات" في "المجلة الجديدة" التي كان يصدرها سلامة موسى، ثم اتجه في سنة ١٩٣٢م إلى الترجمة، ونشر له سلامة موسى من مطبعة "المجلة الجديدة" أول كتاب مترجم عن "مصر القديمة" لـ "جيمس بيلي"، وقد نشرت له أول قصة قصيرة بعنوان "فترة الشباب" بمجلة السياسة، وقد ذهب بعض المؤرخين إلى أن أول قصة قصيرة كتبها نجيب محفوظ كانت "ثمن الضعف"، ونشرها في مجلة "المجلة الجديدة" بتاريخ ٣ أغسطس سنة ١٩٣٤، وأصدر باكورة إبداعه القصصي بعنوان "همس الجنون" في سنة ١٩٣٧م، ثم تحول بعد ذلك إلى كتابة الرواية، فظهرت له أول رواية كتبها عام ١٩٣٩م، وهي رواية "عبث الأقدار" التي كانت رواية تاريخية، وبعد أعمال تاريخية ناجحة أخرى بدأ نجيب محفوظ تجربته مع الرواية الواقعية برواية "القاهرة الجديدة" سنة ١٩٤٥، ثم "خان خليلي" و "زقاق المدق"، ولم يترك نجيب محفوظ اختياراته الواقعية في معظم رواياته بعد ذلك، ومن بين المجلات التي كتب فيها في مرحلة الدراسة "المجلة الجديدة" التي كان يصدرها سلامة موسى، و"مجلة المعرفة" التي كان يصدرها عبد العزيز الإسلميولي حيث نشر فيها سلسلة المقالات بعنوان "اعرف نفسك بنفسك"، كما نشر في "مجلة الثقافة" التي كان يصدرها أحمد أمين.
الصراع بين الأدب والفلسفة في حياته:
في مرحلة التوجه والتخصص كان اتجاهه أول الأمر إلى الفلسفة، فدخل الجامعة المصرية سنة ١٩٣٠م، وقد أشار نجيب محفوظ إلى العوامل التي دفعته إلى دراسة الفلسفة قائلاً: "بعد أن بدأت أقرأ المقالات الفلسفية للعقاد وإسماعيل مظهر وبدأت قراءاتي تتعمق تركت في أعماقي الأسئلة الفلسفية... وخيل إلي أنني بدراستي للفلسفة سأجد الأجوبة الصحيحة، خيل إلي أنني سأعرف سر الوجود ومصير الإنسان."
تركزت قراءات نجيب محفوظ خلال المرحلة الجامعية في أغلبها على النواحي الفلسفية، ولاقتناعه العقلي الشديد بالاتجاه الفلسفي بدأ مقالاته الفلسفية والفكرية بدءاً من أكتوبر عام ١٩٣٠م حتى تخرج عام ١٩٣٤م، ثم سجل بعد التخرج موضوعاً للماجستير مع الشيخ مصطفى عبد الرزاق عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم إذا بموهبته الأدبية الكبيرة تسارعه كي تحتل مكان الصدارة، يقول عن ذلك: "بدأت أكتشف في نفسي الميل إلى الكتابة الأدبية وهو ميل قديم كنت قد هجرته، وحسبت أنني شفيت، وفي أعوام ١٩٣٥م – ١٩٣٧م كتبت القصص بجانب المقالات، وأخذت أسارع نفسي في سبيل التخصص في صراع أليم مرير انتهى بانتصار الأدب، فهجرت كتابة المقالات، وتركت رسالة الماجستير بعد أن قطعت فيها شوطاً لا بأس به، وأيقنت أن قلمي لن يسير بعد ذلك إلا في الأدب."
خدماته الأدبية:
نشر نجيب محفوظ أكثر من خمسين كتاباً ما بين روايات طويلة، وقصص قصيرة، ومسرحيات، ومقالات، ودراسات، ومذكرات، وتحليلات سياسية، فمن رواياته التاريخية "عبث الأقدار" و "رادوبيس" و "كفاح طيبة"، ومن روایاته الاجتماعية النفسية "خان خليلي"، و "زقاق المدق"، و "بداية ونهاية"، ومن رواياته التي اعتمد فيها على تيار الوعي "اللص والكلاب" و "السمان" و "الخريف" والشحاذ"، ولكنه عمد في السنوات الثلاثة الأخيرة من حياته إلى كتابة القصص القصيرة التي أطلق عليها عنوان "أحلام فترة النقاهة"، وقد كتب ما يقارب السبعين من هذه الأحلام.
مؤلفاته باتجاه تاريخي رومنتيكي:
كفاح طيبة (١٩٤٤)
العائش في الحقيقة (١٩٨٥)
عبث الأقدار (١٩٣٩)
رادوبيس (١٩٤٣)
مؤلفاته باتجاه واقعي اجتماعي:
القاهرة الجديدة (١٩٤٥)
خان خليلي (١٩٤٦)
زقاق المدق (١٩٤٧)
السراب (١٩٤٨)
بداية ونهاية (١٩٤٩)
ثلاثية القاهرة:
بين القصرين (١٩٥٦)
قصر الشوق (١٩٥٧)
السكرية (١٩٥٧)
مؤلفاته باتجاه رمزي فلسفي:
اللص والكلاب (١٩٦١)
السمان والخريف (١٩٦٢)
الطريق (١٩٦٤)
الشحاذ (١٩٦٥)
ثرثرة فوق النيل (١٩٦٦)
ميرامار (١٩٦٧)
أولاد حارتنا (١٩٦٧)
المرايا (١٩٧٢)
القصة القصيرة:
همس الجنون (١٩٣٨)
دنيا الله (١٩٦٢)
بيت سيء السمعة (١٩٦٥)
خمارة القط الأسود (١٩٦٩)
تحت المظلة (١٩٦٩)
حكاية بلا بداية وبلا نهاية (١٩٧١)
شهر العسل (١٩٧١)
الجريمة (١٩٧١)
الحب فوق هضبة الهرم (١٩٧٩)
الشيطان يعظ (١٩٧٩)
الترجمة والحوار:
مصر القديمة (١٩٣٢)
أمام العرش (١٩٨٧)
كتاب للأطفال
عجائب الأقدار
المقالات:
حول الدين والديمقراطية
حول الشباب والحرية
حول التعليم والثقافة
السينما:
ويذكر المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس أن محفوظ أول أديب يكتب للسينما إذ شارك في كتابة ٢٥ فيلماً، وأنتج من إبداعه ٤٠ فيلماً، وتنوعت هذه الأعمال بين أفلام كتبها مباشرة للسينما، وأخرى شارك مع آخرين في إعدادها، وثالثة مأخوذة عن إحدى رواياته أو قصصه القصيرة، وكان المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف (١٩١٥م - ١٩٩٦م) قد نصح نجيب محفوظ بكتابة السيناريو في منتصف الأربعينات، وقدّما معاً عدداً من كلاسيكيات السينما المصرية، ومن بينها مغامرات عنتر وعبلة والمنتقم وريا وسكينة والوحش والفتوة.
وعلى فترات متباعدة كان محفوظ يشارك في كتابة سيناريو أو حوار أحد الأفلام ومنها: جميلة والناصر صلاح الدين والاختيار للمخرج المصري يوسف شاهين.
وحين بدأ المخرجون ينتبهون إلى رواياته قرر ألا يكتب السيناريو ابتداءً من عام ١٩٦٠م، وكانت رواية "بداية ونهاية" التي أخرجها أبو سيف أول تعامل للسينما مع روايات نجيب محفوظ، وبعدها توالت الأفلام، ومنها القاهرة ٣٠ لأبي سيف أيضاً، واللص والكلاب، وميرامار لكمال الشيخ والكرنك، وأهل القمة لعلي بدرخان، والمذنبون لسعيد مرزوق، والحب فوق هضبة الهرم لعاطف الطيب، والسمان والخريف لحسام الدين مصطفى، وثرثرة فوق النيل لحسين كمال، وبين القصرين لحسن الإمام، واختيرت الأفلام السابقة ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري، وأضيف إليها فيلم "بين السماء والأرض" الذي أخرجه أبو سيف عام ١٩٥٩م عن قصة قصيرة لمحفوظ.
كما عُرضت بعض أعماله تلفزيونياً في مسلسلات درامية ناجحة زادت من شهرته مثل مسلسل "قسمتي ونصيبي" إخراج رضا النجار، وثلاثية محفوظ الشهيرة التي لاقت نجاحاً كبيراً كعمل تلفزيوني؛ "بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"السكرية".
آراء بعض النقاد عن شخصيته:
رأى "خليل هنى تدرس" أن نجيب محفوظ هو أديب مجدد، وقد كتب محفوظ التجديد من الأخلاق والدين، والعلوم في أعماله الأدبية، استطاع نجيب محفوظ أن يوحد تاريخ القاهرة القديمة بحالة القاهرة المعاصرة.
وفي قول "غومبيه": " إن نجيب محفوظ أعظم المدرسين للرواية باتجاه الواقعي مرور الزمان ومدة تاريخ الأدب العربي حتى الآن."
ورأى "رشيد الإناني" أن نجيب أهم الروائي العربي في القرن العشرين.
ورأى "محمد زغلول" أن نجيب محفوظ أديب باهر من سنة ١٩٤٧م إلى ١٩٦٢م.
وقال "جلال كيشك": "إن الأعمال الأدبية ازدهرت ازدهاراً شديداً لدى نجيب محفوظ، وبالخصوص النثر الأدبي يصور ناتجاً في عصره، لقد جعل محفوظ أعماله الأدبية وسائل النقد والاقتراح لتحويل الأحوال الاجتماعية المصرية."
وقال محمد حسن عبد الله: "إن أعمال محفوظ الأدبية أدق في الفكر والذوق، وهو الأديب العربي الوحيد الذي نال جائزة نوبل."
وقال الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي في كتابه "أعلام الأدب العربي في العصر الحديث":
"ومما لا شك فيه أنه (نجيب محفوظ) من دعاة الليبرالية والعلمانية، وحرية التعبير، وقد دافع عن سلمان رشدي، ثم دعا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل."
وكتب في موضع آخر في الكتاب نفسه:
"يتجلى من دراسة رواياته وقصصه ومسرحياته أنه كاتب بارع لبق يدس السم في العسل بكل حنكة وشطارة ليس في رواية أولاد حارتنا وحدها بل في معظم قصصه ورواياته هدفه الوحيد وغايته القصوى تحويل الأمة الإسلامية من مبادئها السامية الزكية وقيمها الخلقية النبيلة إلى النظرات والمبادئ المستوردة من الغرب المادي العلماني الماجن الخليع المدمر، ولكن خاب مسعاه."
مناصبه:
عين موظفاً بإدارة جامعة الفؤاد الأول، ثم عين سكرتيراً برلمانياً لوزير الأوقاف حتى عام ١٩٥٠م، وفي سنة ١٩٥٣م عين رقيباً على الأفلام بمصلحة الفنون، ثم عين مديراً للرقابة الفنية عام ١٩٥٤م، وعين رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة السينما، ثم مستشاراً فنياً لها عام ١٩٦٠م، ثم عين رئيساً للجنة القراءة بالمؤسسة العامة لسينما والتلفزيون سنة ١٩٦٣م، وصدر قرار جمهوري بتعيينه عضواً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عام ١٩٦٥م، وعين مستشاراً لوزير الثقافة عام ١٩٦٨م، وأحيل إلى المعاش عام ١٩٧١م، وانضم إلى هيئة تحرير "الأحرام".
جوائزه:
ونال جوائز كثيرة، نال جائزة قوت القلوب الدمرادشية عن روايته "رادوبيس" ١٩٤٣م، وجائزة من وزارة المعارف عن روايته "كفاح طيبة" عام ١٩٤٤م، وجائزة من مجمع اللغة العربية عن رواية "خان الخليلي"، وجائزة الدولة في الأدب عام ١٩٥٧م، وفي عام ١٩٦٢م منح وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة ١٩٧٠م، ونال وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام ١٩٧٢م، ومنحته رابطة التضامن الفرنسية العربية جائزتها عن الثلاثية ١٩٨٥م، وحصل على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٨م، ومنحته جامعة القاهرة درجة الدكتوراه الفخرية في الأدب سنة ١٩٨٩م.
ولما نال جائزة نوبل تصاعدت المعارضة له، واعتدى أحد المتحمسين عليه في عام ١٩٩٤م، واعترف نجيب أن هذه الكتابات ترجع إلى عهده السابق، وأنه تاب عن تلك الآراء، وأنه ليس بملحد، ولم يسافر لتسلم جائزة نوبل.
محاولة اغتياله:
في ٢١ من شهر سبتمبر عام ١٩٥٠ بدأ نشر رواية "أولاد حارتنا" مسلسلةً في جريدة الأهرام، ثم توقف النشر في ٢٥ من ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية"، ولم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتضى الأمر ثمان سنين أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام ١٩٦٧م، وأعيد نشر "أولاد حارتنا" في مصر في عام ٢٠٠٦م عن طريق دار الشروق.
وفي أكتوبر ١٩٩٥م طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل، ومن الجدير بالذكر هنا أن طبيعة نجيب محفوظ الهادئة كان لها أثر كبير في عدم نشر الرواية في طبعة مصرية لسنوات عديدة، حيث كان قد ارتبط بوعد مع حسن صبري الخولي "الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر" بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر، فطُبعت الرواية في لبنان من إصدار دار الآداب عام ١٩٦٢م، ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخاً مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية، ولم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدما، وخلال إقامته الطويلة في المستشفى زاره محمد الغزالي الذي كان ممن طالبوا بمنع نشر "أولاد حارتنا" وعبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين وهي زيارة تسببت في هجوم شديد من جانب بعض المتشددين على أبي الفتوح.
وفاته:
توفي نجيب محفوظ في الثامنة وخمس دقائق من صباح الأربعاء في ٣٠ من أغسطس عام ٢٠٠٦م في مستشفى الشرطة بحي العجوزة وسط القاهرة، وذكر مصدر طبي أنه توفي في وحدة العناية المركزة جراء قرحة نازفة بعدما أصيب بهبوط مفاجئ في ضغط الدم وفشل كلوي، وظل نجيب محفوظ حتى أيامه الأخيرة حريصاً على برنامجه اليومي في الالتقاء بأصدقائه في بعض فنادق القاهرة، حيث كانوا يقرؤون له عناوين الأخبار ويستمعون إلى تعليقاته على الأحداث.
اشتغاله بالسياسة:
لم يعرف عن نجيب محفوظ الاشتغال بالسياسة، ولكنه كان وفدياً في اتجاهه العام، ويقول نجيب محفوظ: "لم أشترك في تنظيمات سياسية، وإنما شاركت فقط في النشاط الشعبي كالإضراب والمظاهرات كفرد من جمهور وليس كعضو في تنظيم."
سفره إلى الخارج:
عرف عن الأديب نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج، لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل، وأوفد ابنتيه لاستلامها، ومع ذلك فقد سافر ضمن وفد من الكتاب المصريين إلى كل من: اليمن ويوغوسلافيا في مطلع الستينيات، ومرة أخرى إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب عام ١٩٨٩م.
المصادر والمراجع:
أعلام الأدب العربي في العصر الحديث للشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي.
الواقعية في رواية "القاهرة الجديدة" عند نجيب محفوظ لـ "دراجي نادية".
رواية "الشحاذ" لنجيب محفوظ، دراسة تحليلية وبنائية لـ "يانوورتي نوريدا زوسماينتي".
صورة المرأة في الرواية "الشحاذ" لنجيب محفوظ (دراسة تحليلية أدبية نسائية) لـ "هلال الفتح سكتي".
روايات نجيب محفوظ في ضوء النقد الاجتماعي مع عناية خاصة برواية "أولاد حارتنا"، لـ "عبد القاسم ترابي" و"سيد حسين سيدي".
نجيب محفوظ، ويكيبيديا. (غوغل)
نجيب محفوظ، المعرفة. (غوغل)
شكرا جزيلا لك تدوينة مفيدة جدا للراغبين في التعرف على الكاتب نجيب محفوظ انا من قراء كتب نجيب محفوظ اشكرك على هته التدوينة الرائعة.
ردحذف