تلخيص بين قاضٍ وَقور وذباب جسُور
إن هذا الدرس الذي تمت تسميته في كتاب "مختارات من أدب العرب" بـ "بين قاضٍ وَقور، وذباب جسُور"، منقول من كتاب "كنوز الأجداد" الذي قام بتأليفه محمد كرد علي، وأما محتويات هذا الدرس فقد صدرت عن قلم أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وقد ذكر فيه الجاحظ قصة قاضٍ وَقور، وذباب جسُور.
فخلاصة هذه القصة أنه كان هناك بالبصرة قاض، يقال له عبد الله بن سوار، وكان وقوراً حليماً، ضبط من نفسه، وملك من حركته، وكان من عادته أنه يصلي الغداة في منزله، فيأتي مجلسه، وينفق كل وقته فيه بكل جدية ورزانة حتى يصلي العشاء الآخرة وينصرف، وخلال هذه المدة الطويلة كان لا يتحرك، ولا يلتفت، ولا يعتمد على شيء، ولا يقوم مرة واحدة إلى الوضوء، ولا يحتاج إلى شرب ماء وغيره من الشراب، ولا يخرج إلا لأداء الصلوات، ولا يتكلم إلا إذا احتاج إلى الكلام أشد الاحتياج فأوجز كلامه.
ففي يوم من الأيام بينا هو كذلك، سقط على أنفه ذباب، فأطال المكث، ثم تحول إلى موق عينيه، وعضه ونفذ خرطومه حتى أزعجه إزعاجاً كثيراً، فرام القاضي على كل ذلك من غير أن يحرك أي عضو من أعضاء جسمه، فلما طال ذلك عليه من الذباب حاول كل المحاولة أن يذب دون أن يتحرك فلم يستطع، ومازال الذباب يقصد من مكان إلى آخر، ويزعجه، و يختبر صبره حتى استفرغ صبره وبلغ مجهوده، فلم يجد بداً من أن يذب عن عينه بيده ففعل، ثم ألجأه الذباب إلى أن ذب عن وجهه بطرف كمه مرة بعد أخرى، حتى شهد القاضي على مرآى ومسمع من أمنائه وجلسائه أن الذباب ألج من الخنفساء وأزهى من الغراب، واعترف بأن الذباب الذي هو أضعف خلق الله على ظهر الأرض، قد غلبه وفضحه على الرغم من أنه عند نفسه وعند الناس من أرزن الناس.
تلخيص إخوان الصفاء
تلخيص القميص الأحمر
تلخيص إخوان الصفاء
تلخيص القميص الأحمر
تعليقات
إرسال تعليق
Please do not enter any spam links in the comment box.