طائرة فاطمة
كانت فاطمة متحمسة; لأن عيد ميلادها كان يقترب في بضعة أيام. في السنة الماضية كان والدها أهدى إليها دراجة، ففي هذه السنة كانت تتوقع هدية أكبر منها.
قالت: "أبي! أرجوك أن تعطيني هذه السنة شيئاً لا يوجد لدى أحد."
فأجاب الوالد: "نعم، فاطمة! هذه المرة أيضاً سأعطيك شيئاً خاصاً، فلا تقلقي على هديتك، وركزي انتباهك على دراساتك فقط."
كانت فاطمة سعيدة بسماع هذا، ولم تستطع انتظار عيد ميلادها. إنها ركزت على دراساتها، ولكنها مازالت متشتتة بسبب تفكيرها في هدية عيد ميلادها.
وفي مناسبة عيد ميلادها أقام والداها حفلة ودعوا جميع أصدقائها الذين حضروا بالهدايا. كانت مبتهجة برؤية جميع أصدقائها الذين حضروا للاحتفال بيومها الخاص، ولكنها لم تجد هدية أبيها.
قبيل قطع الكعكة دخل الوالد بصندوق كبير. كانت فاطمة مبتهجة برؤية هذه الهدية الكبيرة، وتساءلت ماذا قد يكون داخلها.
لكنها كانت تعرف أنها سوف تفتح هداياها بعد انتهاء الحفلة، فلهذا قطعت كعكة عيد ميلادها، وتناولت وجبات فاخرة مع أصدقائها، ثم ما إن غادروا حتى جلست وسط هداياها كلها، وفتحتها واحدة تلو الأخرى. وكانت تفتح دائماً هدية أبيها في النهاية. إنها أزالت ورقة تغليف بحذر، وابتهجت برؤية طائرة ملونة ذات تحكم عن بعد، داخل الصندوق.
عانقت فاطمة والدها ووجهت الشكر إليه على الهدية.
إنها بدأت تلعب بالطائرة على الفور، فرآى جدها الطائرة الملونة وسأل: "يا للعجب! منذ متى نحن نحصل على هذه الطائرة الملونة؟"
فأجابت فاطمة: "جدي! هذه طائرتي، وإنها فريدة من نوعها، وأبي اشتراها لي."
فضحك الجد وقال: "آه! حتى الآن لم أر إلا الطائرة البيضاء فحسب. هل تعرفين لماذا تكون طائراتنا الحقيقية بيضاء لا ملونة؟"
فأجابت فاطمة: "لا أعرف، جدي! ولكنني أعتقد أنه يجب أن تكون ملونة لتشبه طيوراً جميلة تحلق مرتفعة في السماء."
قال الجد: "هناك سبب وراء كونها بيضاء وعدم حملها ألواناً قليلة على نفسها."
فسألت فاطمة:" لماذا؟ يا جدي!"
وضح الجد: "اللون الأبيض على الطائرة يجعلها باردة; لأن أشعة الشمس ترتد بعيدة عنها، والماكينة التي تشغل الطائرة، يجب أن تكون باردة لتعمل من غير مشكلة."
فسألت فاطمة قائلة: "لم أكن أعرف ذلك، ولكن هناك العديد من الألوان الخفيفة الأخرى، فلماذا تم اختیار اللون الأبيض؟"
فأجاب الجد: "اللون الأبيض هو لون قياسي، والمهندسون يستطيعون بسهولة أن يلمحوا فرجاً أو صدمات أو أي نوع من الضرر على بدن الطائرة، ويصلحوها، وإن كانوا لا يصلحونها ففرجة صغيرة فحسب تستطيع أن تؤدي إلى حادث."
قالت فاطمة: "أنت مصيب في قولك."
وأضاف الجد قائلاً: "نعم، نحن نرى فحسب الطائرات البيضاء، ولانعرف ما مدى أهمية اللون الأبيض."
قالت فاطمة: "لا أعتقد أنك أخبرت أبي كل هذا، وهذا هو السبب في أنه أحضر لي هذه الطائرة الملونة دون طائرة بيضاء."
فضحك الأب والجد.
ثم قال الجد: "فاطمة! هذه مجرد لعبة لك لتلعبي بها، ولكن من الجيد أن تعرفي هذه الحقائق، وإنك لن تعرفي هذا إن لم تكوني تطرحين الكثير من الأسئلة."
فقالت فاطمة: "سأتبادل مع أصدقائي هذه الحقائق، والآن أنا في حاجة إلى العثور على الطلاء الأبيض."
فضحك الجد بملء شِدقيه واحتضنها.
رسالة من جد إلى حفيده
المراکز المعروفة لتعليم اللغة العربية في مدينة لكناؤ
رسالة من جد إلى حفيده
المراکز المعروفة لتعليم اللغة العربية في مدينة لكناؤ
رائع ✨
ردحذفننتظر من سلسالكم قصصا عديدة للناشئة
بارك الله في قلمكم وحبركم والأيدي التي تأخذها والعقل الذي يحركه
آمین يا رب العالمين.
حذف