أليس هذا اعتداء
أنا طالب من طلاب السنة الأولى للدراسات العليا في قسم الأدب العربي بدار العلوم ندوة العلماء لكناؤ (الهند)، يدرسنا الأستاذ محمد علاء الدين الندوي كتاب "تاريخ الأدب العربي" في الحصة الخامسة كل يوم، ومن سعادة حظي أنني قد قرأت عليه تفسير القرآن الكريم أيضاً في السنة الثالثة العالية، وكان من عادته آنذاك أنه لا يلقي علينا درساً يوم الخميس بصفة عامة.
ففي اليوم السابع عشر من شهر أغسطس 2017م يوم الخميس لما رأيت أنه قد مضى على انتهاء الحصة الرابعة عشر دقائق والأستاذ الكريم لم يحضر لإلقاء الدرس، ذهبت مع زميل لي يقال له "محمد حمزة خان"، إلى المقصف لشرب الشاي، ولما رجعنا بعد عشر دقائق وجدنا - من سوء حظنا - أن الأستاذ الكريم يواصل إلقاء الدرس في الفصل، فتأسفنا على ذلك كثيراً، و وددنا لو أننا لم نذهب إلى المقصف; وذلك لأن هذا الأستاذ الكريم واحد من الأساتذة الذين التحقت بالدراسات العليا من أجل سماع دروسهم، ولكن لم نر من المناسب أن ندخل الفصل خلال الدرس، فبدأنا نتبادل الحديث في الخارج، وبينما نحن نتناقل الحوار إذ دعاني أستاذ آخر لا أريد أن أذكر اسمه، وقال لي: "ألا تعرف من أنا؟ ولماذا تتنحنح كلما رأيتني غادياً رائحاً؟" ثم ضربني ثلاث أو أربع ضربات بجميع يده على ما بين عنقي وأذني وعلى ظهري كذلك، ثم مضى لسبيله.
فإن كنت تظن - أيها القارئ العزيز! - أنه ضربني ضربات شديدة على تركي الحصة وعدم حضوري الدرس فإنك على خطأ كبير وغلط فاحش، فإنه لو ضربني على ذلك لكان الحق معه، ولكنه ضربني بادعاء أنني استهزأت به وسخرت منه بالتنحنح، وإنني والله ما فعلت من ذلك شيئاً عن قصد.
وهنا ينشأ في ذهني سؤال، هو أن الأستاذ الذي ضربني، يعد من كبار المعلمين في هذه الدار، ويدرس الطلاب علوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ويعلمهم مكارم الأخلاق، ويأمرهم بالتحلي بها، فكيف ساغ له أن يضرب طالباً بناء على الشك أو لسوء الفهم وبدون أي تحقيق؟ هل يبيح له كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعتدي على طالب؟ وهل يستطيع أن يقدم نموذجاً واحداً فقط من سيرة الرسول الأعظم - عليه أطيب الصلوات وأزكى التسليمات - أنه (صلى الله عليه وسلم) ضرب أحداً بناء على الشك أو لسوء الفهم؟ فإن كانت إجابته بـ "لا" فأوجه إليه سؤالاً: "لم يقول ما لا يفعل؟ ولم يأمر طلابه بالاتصاف بمكارم الأخلاق مع أن عمله هذا ينم عن أنه لا يوجد فيه أي مسحة من مسحات مكارم الأخلاق؟"
وكذلك أقترح عليه أنه إن كان يكره صوت التنحنح كرهاً شديداً فينبغي له أن يعالج هذا المرض النفسي الذي تطرق وتسرب إلى دماغه بدلاً من أن يطرد طالباً من الطلبة من حصته إذا تنحنح بطبيعة الحال، فإن التنحنح أمر طبيعي لا مناص منه لأحد من الناس، وإن كان لا يستطيع أن يملك نفسه عند الغضب فعليه أن يتخلى عن أداء مسؤولية التدريس، فإن تعليم الكتاب والسنة ومكارم الأخلاق مهمة جليلة لا بد لمن يتولى أداءها، أن يكون عاملاً بالكتاب والسنة ومتصفاً بمكارم الأخلاق، وإن كان مجرداً عن هذه الصفات العالية ما أمكنه أن يكون نافعاً في حق الطلبة، ويؤثر في نفوسهم أي تأثير.
إني كنت قد عقدت العزم على رفع هذه القضية إلى المسؤولين، ثم خطر ببالي أن ذلك لا يجديني شيئاً; لأنني أعيش في بيئة يعتبر الطلاب فيها مجموعة من الآثام في أعين عدد من المسؤولين، وأما الأساتذة فيعتبرهم المسؤولون معصومین عن الخطأ بالنسبة للطلبة، ولو فعلت ذلك كان من الممكن أن أطرد من هذه الدار وأحرم طلب العلم.
وأخيراً فأدعو الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لأن نكون قوامين بالقسط في العالم بأسره بصفة عامة، وفي المؤسسات الدينية بحذافيرها بصفة خاصة.
زميل فاقني في العربية
الزلزال العنيف
زميل فاقني في العربية
الزلزال العنيف
لکن ارید ان تذکر اسمه🥰
ردحذفأعتقد أنك تعرف جيداً من الذي أريده.
حذفأعتقد أنك تعرف جيداً من الذي أريده.
حذف